التحليل الفني في الفوركس هو أداة أساسية يستخدمها المتداولون لفهم تحركات الأسعار في الأسواق المالية.
يعتمد التحليل الفني على دراسة أنماط الأسعار والحجم وحركة السوق للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للأسعار.
هناك العديد من النظريات والاستراتيجيات التي يستخدمها المتداولون لتحليل الأسعار واتخاذ القرارات.
فيما يلي عرض لبعض من أشهر نظريات التحليل الفني المستخدمة في أسواق الفوركس.

1. نظرية داو

تُعد نظرية داو الأساس للكثير من النظريات الحديثة في التحليل الفني.
وضع هذه النظرية تشارلز داو، المؤسس المشارك لمؤشر داو جونز، وتركز على ست مبادئ رئيسية تفسر كيفية تحرك الأسواق.
من أهم هذه المبادئ أن السوق يتحرك في ثلاثة اتجاهات (أساسي، ثانوي، طفيف)،
وأن الأسعار تعكس جميع المعلومات المتاحة. يرى متداولو الفوركس أن هذه النظرية تركز على التنبؤ بالاتجاهات العامة للأسواق،
سواء كانت صاعدة أو هابطة، مما يساعد في اتخاذ قرارات تداول طويلة الأمد.

2. نظرية موجات إليوت

تعتبر موجات إليوت من النظريات التحليلية الهامة، حيث تعتمد على أن حركة الأسعار في الأسواق تسير في أنماط متكررة أو موجات.
تنقسم هذه الموجات إلى “موجات دافعة” و”موجات تصحيحية”، وتتكون الدورة الكاملة من خمس موجات رئيسية صاعدة وثلاث موجات هابطة.
يعتمد المتداولون على هذه النظرية للتنبؤ بنقاط الدخول والخروج في السوق بناءً على دورة الأسعار.
تكمن صعوبة النظرية في تحديد بداية ونهاية كل موجة بدقة، لكنها من الأدوات القوية لتحديد الاتجاهات وتحديد مستويات التصحيح المتوقعة.

3. نظرية التحليل الكلاسيكي للأنماط (النماذج السعرية)

تعتمد هذه النظرية على دراسة الأشكال أو الأنماط التي تتكرر في حركة الأسعار، مثل القمم المزدوجة، والقمم الثلاثية، والرؤوس والكتفين، والأعلام، والمثلثات.
يُعتقد أن هذه الأشكال تُظهر سلوك السوق وتجسد نفسية المتداولين.
لكل نموذج خصائصه، وغالبًا ما يُشير إلى اتجاه معين، سواء كان انعكاسًا أو استمرارًا للاتجاه السابق.
يعتبر التحليل الكلاسيكي للأنماط من الأدوات القوية لتحديد نقاط الدخول والخروج، ويعتمد عليه الكثير من المتداولين في توقع تحركات السوق.

4. نظرية فيبوناتشي للتصحيح والامتداد

تستند هذه النظرية إلى أرقام فيبوناتشي ونسبها، والتي تُستخدم لتحديد نقاط الدعم والمقاومة المحتملة في حركة الأسعار.
من خلال نسب معينة (23.6٪، 38.2٪، 50٪، 61.8٪، 100٪، و161.8٪)، يمكن للمتداولين تحديد مستويات التصحيح أو الامتداد التي يمكن أن يعود إليها السعر بعد حركة معينة.
نظرية فيبوناتشي تُعد أداة قوية لتحديد مستويات الدعم والمقاومة وتُستخدم غالبًا مع استراتيجيات التحليل الفني الأخرى لتعزيز التوقعات.

5. نظرية جان

وضع وليام ديلبرت جان هذه النظرية التي تعتمد على الأشكال الهندسية والزوايا لتحديد اتجاهات السوق ونقاط التحول فيه.
تتطلب هذه النظرية فهمًا جيدًا للرياضيات والهندسة،
وتستند إلى فكرة أن الأسواق تتحرك بتوافق مع بعض الزوايا الأساسية، وأنه يمكن توقع انعكاسات السعر عند مستويات معينة.
تعتبر نظرية جان من النظريات المتقدمة في التحليل الفني، وغالبًا ما يستخدمها المتداولون ذوو الخبرة.

6. نظرية التحليل باستخدام المتوسطات المتحركة

تعتمد هذه النظرية على المتوسطات المتحركة (مثل المتوسط المتحرك البسيط والمتوسط المتحرك الأسي) لتحديد اتجاهات السوق.
يعتبر تقاطع المتوسطات المتحركة (مثل تقاطع المتوسط المتحرك القصير مع المتوسط المتحرك الطويل) من الإشارات القوية في التحليل الفني.
تساعد هذه النظرية في تحديد الاتجاهات وتحديد نقاط الدعم والمقاومة.
كما تُستخدم المتوسطات المتحركة كجزء من استراتيجيات التحليل الفني للتأكيد على اتجاهات السوق.

7. النظرية السلوكية في التحليل الفني

تستند النظرية السلوكية إلى فكرة أن تحركات السوق تتأثر بسلوك ونفسية المتداولين.
على سبيل المثال، قد تكون هناك ردود فعل غير عقلانية على الأخبار الاقتصادية أو السياسية تؤدي إلى تحركات غير متوقعة في السوق.
يسعى المحللون السلوكيون إلى فهم كيفية تأثير الأحداث على سلوك المتداولين واستخدام ذلك للتنبؤ بالحركات المستقبلية.
غالبًا ما يتم دمج التحليل السلوكي مع التحليل الكمي للحصول على نظرة شاملة للسوق.

• تُعد هذه النظريات جزءًا من الأدوات التي يعتمد عليها المتداولون لفهم حركات الأسعار واتخاذ قرارات تداول مستنيرة في سوق الفوركس.
  رغم أن بعض النظريات قد تكون متقدمة وتحتاج إلى خبرة طويلة، إلا أن هناك بعض الأدوات البسيطة التي يمكن حتى للمبتدئين الاستفادة منها.
  إن إتقان نظريات التحليل الفني يساعد المتداولين في تحقيق نجاح أكبر، حيث يمنحهم فهماً أعمق للسوق ويعزز قدرتهم على التنبؤ بتوجهاته.