تحليل استقرار اليوان الصيني وسط تصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية

مقدمة

يشهد الاقتصاد العالمي تصعيدًا جديدًا في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بنسبة %20

ورغم ذلك، أظهر اليوان الصيني (CNY) استقرارًا ملحوظًا، مرتفعًا بنسبة تقارب 1% مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية العام. فكيف تمكنت الصين من تحقيق هذا الاستقرار؟

استراتيجية الصين في مواجهة الرسوم الجمركية

تبنت الصين نهجًا متوازنًا للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث:

فرضت رسومًا تصل إلى 15% على بعض المنتجات الزراعية الأمريكية.

أوقفت صادرات معينة إلى شركات الدفاع الأمريكية.

ويُعد هذا النهج أكثر هدوءًا مقارنةً بالسنوات السابقة، لا سيما خلال عامي 2018 و2019، عندما لجأت الصين إلى تخفيض قيمة اليوان كإجراء مضاد.

دور البنك المركزي الصيني في استقرار اليوان

لعب البنك المركزي الصيني (PBoC) دورًا رئيسيًا في الحفاظ على استقرار اليوان من خلال:

تحديد سعر تثبيت الدولار الأمريكي/اليوان الصيني بحذر، مما سمح له بالتحكم في نطاق التداول اليومي.

منع تقلبات العملات الأجنبية، وهو تغيير محتمل في الاستراتيجية مقارنةً بالفترات السابقة، عندما سُمح لليوان بالضعف لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية.

هل تغيرت سياسة الصين للصرف الأجنبي؟

على الرغم من هذه التحركات، يشير تقرير صادر عن مجموعة بنك أوف أمريكا إلى أنه من السابق لأوانه تأكيد حدوث تغيير جذري في سياسة الصين للصرف الأجنبي.

لا يزال اليوان الصيني متأخرًا مقارنةً بنظرائه في الأسواق الناشئة.

يشير الفارق المتناقص في العوائد بين الصين والولايات المتحدة إلى أن الصين تتبنى تيسيرًا نقديًا غير مباشر.

يتضح ذلك من خلال انخفاض بنسبة 2% في سلة CFETS المرجحة تجاريًا، مما يساعد على الحفاظ على استقرار سعر الصرف مع الحد من تقلبات الأسواق.

التوقعات المستقبلية لاستقرار اليوان

وفقًا لمجموعة بنك أوف أمريكا، سيخضع التزام الصين باستقرار اليوان لاختبار حقيقي في ظل استمرار التوترات التجارية.

من المتوقع أن يؤدي الحفاظ على استقرار سعر الصرف الاسمي بين الصين والولايات المتحدة إلى تغييرات أكثر أهمية في الاقتصاد الحقيقي.

قد يؤدي ذلك إلى انخفاض التضخم في الصين وزيادته في الولايات المتحدة.

الخلاصة

في ظل هذه التطورات، تبقى الصين ملتزمة حتى الآن بالحفاظ على استقرار اليوان، لكن استمرار الضغوط التجارية قد يدفعها إلى إعادة تقييم سياساتها النقدية.

ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الصين من الاستمرار في هذه الاستراتيجية دون اللجوء إلى خفض قيمة عملتها كما حدث في الماضي؟
الأيام القادمة ستكشف المزيد عن مستقبل الاقتصاد الصيني في ظل التوترات التجارية العالمية.