تجارة الفائدة القائمة على الين الياباني: استراتيجيات جديدة وفرص استثمارية في 2024

تعد تجارة الفائدة القائمة على الين الياباني، والتي تُعرف أيضًا بـ “Carry Trade”، واحدة من أبرز الاستراتيجيات الاستثمارية في الأسواق المالية العالمية في العام 2024.
مع تزايد الفجوة بين معدلات الفائدة في اليابان والدول الكبرى، أصبحت هذه الاستراتيجية أكثر جذبًا للمستثمرين.

ما هي تجارة الفائدة؟ 

تقوم استراتيجية تجارة الفائدة على استغلال الفروق بين معدلات الفائدة في بلدين مختلفين.
حيث يقوم المستثمرون بالاقتراض من دول ذات معدلات فائدة منخفضة (مثل اليابان) ثم يستثمرون هذه الأموال في دول ذات عوائد أعلى.

عادةً ما تزدهر هذه التجارة عندما تتبنى البنوك المركزية سياسات نقدية متباينة، مما يوفر فرصًا استثمارية مربحة.

الرهانات على الين الياباني: ازدياد الاتجاه الهبوطي

في الآونة الأخيرة، ارتفعت الرهانات الهبوطية على الين الياباني بشكل ملحوظ.

حيث بلغت قيمة المراكز القصيرة على الين نحو 13.5 مليار دولار في نوفمبر، بعد أن كانت 9.74 مليار دولار في أكتوبر.
هذا الارتفاع يأتي نتيجة دعم من المستثمرين اليابانيين الأفراد، وصناديق الاستثمار المدعومة بالرافعة المالية،
بالإضافة إلى مديري الأصول من خارج اليابان.

عوامل تدعم نمو التجارة الممولة بالين

تشير التوقعات إلى أن تجارة الفائدة القائمة على الين ستستمر في النمو في 2024، وذلك بفضل عدة عوامل رئيسية:

1. فروق معدلات الفائدة الكبيرة: تظل معدلات الفائدة في اليابان عند مستويات منخفضة (0.25%) مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة حيث تصل العوائد إلى أكثر من 6%.
2. زيادة الاقتراض الحكومي الأمريكي: يسهم ارتفاع الاقتراض الحكومي في خلق بيئة جاذبة للتمويل بالين.
3. استقرار تقلبات العملات: مع انخفاض التقلبات في أسواق العملات، تصبح التجارة الممولة بالين أكثر أمانًا للمستثمرين.

الفوائد والمخاطر المحتملة لتجارة الفائدة الممولة بالين

بينما توفر تجارة الفائدة مزايا كبيرة من حيث العوائد المرتفعة، إلا أن هناك بعض المخاطر التي يجب على المستثمرين أخذها في الاعتبار:

الفوائد:

• عائدات مرتفعة: حققت هذه الاستراتيجية عوائد تصل إلى 45% منذ نهاية عام 2021،
  مقارنة بعائدات أقل على الأسهم مثل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
• استثمار في الأسواق ذات العوائد المرتفعة: المستثمرون يمكنهم استثمار الأموال في أسواق توفر عوائد عالية مقارنة بمعدلات الفائدة المنخفضة في اليابان.

المخاطر:

• تقلبات مفاجئة في الين: مثل الارتفاع المفاجئ للين في الصيف الماضي، ما قد يؤدي إلى خسائر فادحة في الأسواق.
• عدم الاستقرار السياسي: التغيرات السياسية الكبرى، مثل سياسة ترامب الاقتصادية، قد تؤثر سلبًا على السوق وتسبب تقلبات مفاجئة.

التأثيرات السياسية على تجارة الفائدة

تؤثر السياسات الاقتصادية الكبرى، مثل تلك التي يتبناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بشكل كبير على أسواق العملات العالمية.
على الرغم من أن هذه السياسات قد تدفع بالاقتصاد الأمريكي نحو مزيد من النمو،

إلا أن الحروب التجارية المتوقعة أو زيادة التعريفات الجمركية قد تؤدي إلى تقلبات في أسواق العملات.

توقعات لعام 2024: هل ستستمر تجارة الفائدة؟

على الرغم من الدعم الذي تلقته تجارة الفائدة القائمة على الين،
إلا أن هناك احتمالية لتقليص الفجوة بين معدلات الفائدة في اليابان والدول الكبرى في المستقبل القريب.
تصريحات بنك اليابان الأخيرة تشير إلى أن رفع معدلات الفائدة قد يكون في الطريق،
ما قد يؤثر على جاذبية هذه الاستراتيجية في المستقبل.

التوجهات المستقبلية:

• التقليص المحتمل للفجوة بين معدلات الفائدة: إذا استمر بنك اليابان في رفع معدلات الفائدة، فقد تقلل الفجوة بين اليابان والولايات المتحدة،
  مما قد يقلل من جاذبية هذه التجارة.
• الترقب لقرارات بنك اليابان والاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر: من المتوقع أن تحدد الاجتماعات القادمة بين البنكين المركزيين الاتجاه المستقبلي لتجارة الفائدة.

فرص ومخاطر في انتظار المستثمرين

بناءً على المعطيات الحالية، تبقى تجارة الفائدة القائمة على الين الياباني أحد الخيارات المربحة للمستثمرين،
خاصة في ظل الفجوة الكبيرة بين معدلات الفائدة في اليابان والدول الكبرى. ومع ذلك،
يجب على المستثمرين مراقبة التقلبات في الأسواق السياسية والاقتصادية، حيث أن هذه الاستراتيجية تتطلب مراقبة دائمة لمتغيرات السوق.

إذا استمرت الفجوة في معدلات الفائدة، سيظل الين خيارًا مفضلًا لتمويل هذه التجارة المربحة.