تأثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على أسواق المال وكيفية التعامل معها

تعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية حدثًا سياسيًا رئيسيًا يؤثر بشكل عميق في الأسواق المالية العالمية.
فعندما يتعلق الأمر باقتصاد الدولة الأكبر في العالم،
ينتظر المتداولون والمستثمرون بفارغ الصبر النتائج بسبب قدرتها على تغيير مسار السوق.
تنعكس سياسات المرشحين المحتملين على التوقعات الاقتصادية مما يزيد التقلبات في الأسهم، سوق العملات (الفوركس)، وأسعار السلع.
فيما يلي، نلقي الضوء على كيفية تأثير الانتخابات الرئاسية على الأسواق المالية، مع نصائح للتعامل مع هذا التغير بذكاء وحذر.

تأثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأسواق المالية

تقلبات سوق الأسهم

قبل وأثناء وبعد الانتخابات، تمر أسواق الأسهم بتقلبات عالية.
المستثمرون يتجاوبون مع التوقعات والبيانات التي يعرضها المرشحون حول السياسات الاقتصادية المستقبلية
مثل فرض الضرائب على الشركات أو دعم قطاعات معينة.
تتأثر أسهم الشركات الكبرى بتوجهات كل مرشح؛
فعلى سبيل المثال، قد تواجه أسهم قطاع التكنولوجيا هبوطًا إذا كان الرئيس القادم يعارض حرية الإنترنت أو يرغب في زيادة الرقابة على القطاع.

تأثير الانتخابات على سوق العملات (الفوركس)

تتأثر قيمة الدولار الأمريكي بشكل كبير بالانتخابات، حيث تعكس القرارات الاقتصادية للرئيس القادم وضع العملة الأمريكية.
فإذا كان المرشح داعمًا للسياسات التي تزيد الإنفاق الحكومي بشكل كبير، قد يشير ذلك إلى احتمال انخفاض قيمة الدولار مع زيادة الدين العام.
بالتالي، يتأثر سوق الفوركس سريعًا مع كل تصريح رسمي أو نقاش سياسي.

تأثير الانتخابات على أسعار السلع كالذهب والنفط

يُعرف الذهب بأنه الملاذ الآمن للمستثمرين في أوقات عدم الاستقرار، لذا يرتفع سعره عادة في ظل الانتخابات.
أما النفط، فيتأثر بسياسات الطاقة المتوقعة، خصوصًا إذا كان أحد المرشحين يفضل تقليل الاعتماد على النفط المحلي لصالح الطاقة النظيفة.
هذه التوجهات قد تؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط نتيجة لهذه السياسات المتوقعة.

أسباب تأثير الانتخابات الرئاسية على الأسواق المالية

يعود تأثير الانتخابات إلى عدة أسباب جوهرية:

• عدم اليقين السياسي:
  يترقب المستثمرون نتائج الانتخابات بحذر بسبب التغيرات المحتملة في السياسات الاقتصادية.
• التغيرات في السياسة المالية:
  كل مرشح يحمل توجهات مختلفة في مجالات عديدة مثل الضرائب والإنفاق الحكومي، وهذا يؤثر بشكل مباشر على استراتيجيات المستثمرين.
• ردود فعل المستثمرين وتوقعاتهم:
  يؤثر توجه السياسات على قرارات المستثمرين، فإذا كانت التوجهات إيجابية على صناعة معينة، تشهد الأسهم في هذا القطاع صعودًا ملحوظًا.

كيفية التعامل مع تأثير الانتخابات الرئاسية على الأسواق المالية

للتقليل من المخاطر المرتبطة بتقلبات الانتخابات، هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد المتداولين في حماية استثماراتهم وتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الفترة.

مراقبة الأخبار بانتظام

أثناء فترة الانتخابات، من الضروري متابعة الأخبار اليومية حول التحديثات السياسية وآراء المرشحين.
يمكن أن تؤدي التصريحات والنتائج الانتخابية المبكرة إلى تقلبات مفاجئة، لذا تساعد المتابعة الدائمة المتداولين على ضبط استراتيجياتهم بشكل أسرع وأكثر فعالية.

تجنب التداول العشوائي وتقليل حجم الصفقات

تجنب القرارات العشوائية وتقليل حجم الصفقات خلال هذه الفترة هو خطوة حكيمة.
بما أن الأسواق تكون عرضة لتقلبات حادة، فإن خفض حجم التداولات يقلل من المخاطر ويتيح الفرصة للمتداولين لاتخاذ قرارات مدروسة عند وضوح الرؤية.

استخدام استراتيجيات التحوط

يعد التحوط وسيلة فعالة للحد من المخاطر في أوقات عدم اليقين، مثل فترة الانتخابات.
على سبيل المثال، يمكن للمتداولين تنويع الأصول في محافظهم، بحيث يشمل الاستثمار أصولاً آمنة كالسندات أو الذهب، مما يخفف من أثر التقلبات.

الاعتماد على التحليل الفني والأساسي

يعتمد المتداولون على التحليل الفني لتحديد نقاط الدخول والخروج الملائمة،
في حين يوفر التحليل الأساسي فهماً أعمق لتأثير سياسات المرشحين على الأسواق.
من خلال الدمج بين التحليلين، يتمكن المتداولون من الحصول على رؤية شاملة للسوق، ما يساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية في فترة الانتخابات.

إدارة المخاطر بفعالية

أثناء الانتخابات، تصبح إدارة المخاطر عاملاً حيويًا لتحقيق النجاح.
يجب على المتداولين وضع مستويات وقف الخسارة وإعداد خطط طوارئ للتعامل مع تحركات السوق السريعة.
تجنب الصفقات الكبيرة والحفاظ على نسبة منخفضة من الرافعة المالية يمكن أن يساهم في تقليل الخسائر المحتملة.

التوقعات طويلة الأجل لتأثير الانتخابات على الأسواق المالية

لا يقتصر تأثير الانتخابات على الفترة الحالية فحسب،
بل يمتد إلى التأثير على الأسواق لسنوات اعتماداً على السياسات الاقتصادية التي تتبناها الإدارة الجديدة.
فمن المحتمل أن تنمو قطاعات معينة على المدى الطويل إذا كانت السياسات داعمة لها، بينما قد تواجه قطاعات أخرى تحديات كبيرة.
لذلك، من الضروري للمتداولين متابعة تطورات السوق والسياسات على المدى البعيد وتعديل استراتيجياتهم وفقًا لذلك.

خاتمة