انخفاض اليورو إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر مقابل الدولار
انخفض اليورو في الأسواق الأوروبية لأدنى مستوى له منذ سبعة أشهر أمام الدولار الأمريكي
، مواصلاً بذلك خسائره لليوم الثالث على التوالي.
يعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل رئيسية تتراوح بين الغموض السياسي في ألمانيا والتوترات التجارية المحتملة مع الولايات المتحدة،
إلى جانب توقعات المستثمرين حول تخفيضات الفائدة من البنك المركزي الأوروبي.
التوترات السياسية في ألمانيا وأثرها على اليورو
تشهد ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، حالة من عدم الاستقرار السياسي، مما يؤثر سلباً على أداء العملة الأوروبية الموحدة.
وقد صرح المستشار الألماني أولاف شولتز بأنه مستعد للدعوة إلى تصويت على الثقة قبيل عطلة عيد الميلاد،
ما يمهد لإجراء انتخابات مبكرة في حال انهيار الائتلاف الحاكم. وتأتي هذه التصريحات بعد انضمام حزب الخضر، شريك الائتلاف،
إلى دعوات المعارضة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، مما يزيد من الضغط السياسي على الحكومة الحالية ويعمق المخاوف الاقتصادية في المنطقة.
مقترحات ترامب بفرض رسوم جمركية على المنتجات الأوروبية
تزامنت الأزمة السياسية في ألمانيا مع تهديدات تجارية من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب،
الذي اقترح فرض رسوم جمركية على المنتجات الأوروبية الواردة إلى الولايات المتحدة.
تستهدف هذه السياسة تعزيز الاقتصاد الأمريكي تحت شعار “أمريكا أولاً”؛ لكنها تهدد باندلاع حرب تجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
قد تتضمن الرسوم الأمريكية السلع الأوروبية الحيوية، مثل السيارات، مما يعرض صادرات الاتحاد الأوروبي للخطر ويزيد من حدة التوترات الاقتصادية بين الجانبين.
نظرة على أداء اليورو أمام الدولار
تأثر اليورو بشكل ملحوظ بالتوترات السياسية والتجارية الأخيرة، وانخفض بنسبة 0.3% مقابل الدولار ليصل إلى مستوى 1.0619 دولار،
وهو أدنى مستوى له منذ أبريل الماضي. كما أنهى اليورو تعاملات يوم الاثنين منخفضاً بنسبة 0.65% مقابل الدولار، في ثاني خسارة يومية له على التوالي،
بسبب المخاوف المتزايدة حول مستقبل الاقتصاد الألماني.
توقعات حول تخفيض الفائدة الأوروبية
ينتظر المستثمرون مزيداً من الدلائل من البنك المركزي الأوروبي حول إمكانية خفض أسعار الفائدة الأوروبية.
حالياً، تشير التوقعات إلى احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر،
مع بقاء الأسواق في حالة ترقب للمزيد من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو وتعليقات مسؤولي البنك المركزي.
يترقب المستثمرون هذه الخطوات كإشارة على سياسة نقدية مستقبلية أكثر تيسيراً، التي قد تدعم العملة الأوروبية مقابل الدولار.
الخلاصة
مع تزايد التوترات السياسية في ألمانيا والضغوط التجارية من الولايات المتحدة، يواجه اليورو تحديات عديدة أدت إلى انخفاضه إلى أدنى مستوى له في سبعة أشهر مقابل الدولار.
ويظل السوق في حالة ترقب للقرارات الاقتصادية من البنك المركزي الأوروبي والتي من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على مستقبل اليورو في الفترة المقبلة.