مفهوم الانزلاقات السعرية في التداول

الانزلاق السعري هو فرق بين السعر المتوقع لتنفيذ الصفقة والسعر الفعلي الذي تم به التنفيذ.
يحدث هذا الانزلاق بشكل شائع عندما تكون الأسواق متقلبة، وخاصة عند صدور الأخبار الاقتصادية الهامة،
إذ يمكن للأحداث الكبيرة، مثل تقارير البطالة، ومعدلات التضخم، وقرارات البنوك المركزية، أن تؤدي إلى تحركات حادة في الأسعار خلال لحظات قليلة.
نتيجةً لذلك، لا يتم تنفيذ الأوامر بالسعر الذي كان يظهر وقت وضع الصفقة، بل بالسعر الجديد الناتج عن الزيادة السريعة في الطلب أو العرض.

كيف تحدث الانزلاقات السعرية وقت الأخبار؟

1. تدفق الأوامر الكبير وسرعة تغير الأسعار

عند صدور أخبار هامة، مثل إعلان معدل الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي أو بيانات التوظيف الشهرية، يتدفق عدد هائل من الأوامر إلى السوق.
تؤدي هذه الأوامر الكبيرة إلى زيادة الطلب أو العرض، ما يؤدي إلى تحرك الأسعار بسرعة شديدة.
في هذه الحالة، حتى لو كان المتداول قد حدد السعر الذي يرغب في تنفيذ صفقته عنده،
إلا أن توافر هذا السعر يتغير بسرعة، مما يؤدي إلى تنفيذ الصفقة بسعر مختلف عما كان متوقعاً.

2. نقص السيولة في الأسواق

في أوقات الأخبار العاجلة، قد يقل عدد المشاركين في السوق من مقدمي السيولة، مثل البنوك الكبرى وصناديق التحوط.
هذا الانخفاض في السيولة يعني أن الأوامر الكبيرة قد تؤدي إلى تحرك الأسعار بشكل حاد، حتى مع وجود عدد قليل من الصفقات.
وبالتالي، فإن عدم وجود عمق كافٍ في السوق لتلبية الأوامر يؤدي إلى الانزلاقات السعرية، حيث يتم تنفيذ الأوامر عند مستويات أسعار غير متوقعة.

3. سرعة تنفيذ الأوامر وتقنيات الخوارزميات

في بعض الحالات، تعتمد الأسواق على أنظمة تنفيذ تعتمد على الخوارزميات، والتي تقوم بعمليات شراء وبيع تلقائية عند توافر فرص معينة.
وعندما تصدر أخبار تؤثر على السوق، تقوم هذه الخوارزميات بإجراء صفقات بسرعة هائلة، مما يزيد من تذبذب الأسعار.
نتيجة لذلك، قد ينفذ نظام الوساطة صفقة المتداول بسعر غير متوقع بسبب تغيير السعر خلال أجزاء من الثانية.

أنواع الأوامر وتأثيرها على الانزلاق السعري

الأوامر السوقية

تعتبر الأوامر السوقية هي الأكثر عرضة للانزلاق السعري، حيث يتم تنفيذها عند أول سعر متاح في السوق.
لذلك، عندما تكون الأسواق متقلبة، من المحتمل أن ينزلق السعر بعيدًا عن المستوى المرغوب.
قد يجد المتداولون الذين يستخدمون هذا النوع من الأوامر أن الصفقة قد أُنفذت بسعر يختلف عن السعر الذي كان يظهر وقت طلبهم.

أوامر الحد

على الرغم من أن أوامر الحد توفر بعض الحماية، إذ يتم تنفيذها فقط عند سعر معين أو أفضل، إلا أنها لا تضمن تنفيذ الصفقة.
في حالة عدم توفر سيولة كافية بالسعر المطلوب، قد يتم تفويت الفرصة أو عدم تنفيذ الصفقة من الأساس،
مما يعتبر ميزة وعيبًا في نفس الوقت، حيث أنها تحمي من الانزلاق لكنها قد تؤدي أيضًا إلى عدم إتمام الصفقة.

أوامر الوقف

أوامر الوقف تتحول إلى أوامر سوقية عند وصول السعر إلى مستوى معين، ما يجعلها عرضة للانزلاق السعري خاصة في الأوقات المتقلبة.
فعند حدوث انزلاق سعري، قد يتم تنفيذ أمر الوقف عند سعر أقل من المطلوب في حالة البيع، أو أعلى في حالة الشراء.

تأثير الانزلاق السعري على استراتيجيات التداول

التداول أثناء الأخبار

يعتبر التداول أثناء الأخبار استراتيجية محفوفة بالمخاطر، حيث يكون السوق غير مستقر وتزداد احتمالية حدوث انزلاقات سعرية.
في هذه الحالات، يمكن أن يؤدي الانزلاق إلى خسائر كبيرة، خاصة إذا كان المتداول قد وضع أمرًا على أمل الاستفادة من حركة سعرية معينة.
على سبيل المثال، قد يتوقع المتداول أن يرتفع سعر عملة معينة بعد إعلان إيجابي، ولكن نتيجة للانزلاق السعري،
قد يتم تنفيذ الصفقة بسعر أقل مما كان يهدف إليه، ما يؤدي إلى خسارة محتملة بدلاً من الربح.

التداول طويل الأجل وتقليل تأثير الانزلاق السعري

التداول طويل الأجل يعتمد بشكل أقل على الأخبار الفورية، وبالتالي يكون أقل تأثراً بالانزلاقات السعرية.
المتداولون طويلو الأجل يهتمون بتحليل الاتجاهات العامة للسوق بدلاً من الاستجابة للأحداث الفورية، ما يقلل من تأثرهم بانزلاق السعر.
ومع ذلك، يمكن أن تؤثر الأخبار الاقتصادية الكبرى حتى على التداول طويل الأجل، لكنها تكون أقل حدة من تأثيرها على استراتيجيات التداول السريعة.

أفضل الطرق للتعامل مع الانزلاق السعري

1. الابتعاد عن التداول وقت الأخبار

للمتداولين الذين لا يرغبون في المخاطرة، يُفضل الابتعاد عن السوق في الأوقات التي تصدر فيها الأخبار الكبرى.
يمكن للمتداولين مراجعة التقويم الاقتصادي لتجنب التداول خلال هذه الفترات، حيث تكون احتمالية حدوث الانزلاقات السعرية مرتفعة.

2. استخدام أوامر الحد والوقف المضمون

بعض الوسطاء يقدمون أوامر وقف محدودة تضمن السعر المستهدف، حتى لو حدث انزلاق سعري.
هذه الأدوات توفر حماية إضافية وتقلل من تأثير الانزلاق، لكنها غالباً ما تأتي مع تكاليف إضافية.

3. إدارة المخاطر وتحديد حجم الصفقة المناسب

عند التداول في الأسواق المتقلبة، يجب تحديد حجم الصفقة المناسب، حيث يمكن أن يؤدي الانزلاق السعري إلى خسائر غير متوقعة.
يساهم تحديد حجم الصفقة بشكل متوازن وتحديد نسب مخاطرة مقبولة في حماية رأس المال.

يعتبر الانزلاق السعري جزءاً طبيعياً من التداول، خاصةً في الأوقات التي تشهد تذبذبًا عاليًا بسبب الأخبار الاقتصادية المهمة.
يمكن للمتداولين الاستعداد والتقليل من تأثير الانزلاق من خلال اختيار التوقيت المناسب، واستخدام استراتيجيات تحكم المخاطر.
فهم كيفية حدوث الانزلاق السعري يساعد في تحسين استراتيجية التداول وجعلها أكثر استقراراً في مواجهة تقلبات الأسواق.

خاتمة