العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تتراجع مع تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية باستثناء الصين

تراجع طفيف في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل طفيف صباح الخميس، بعد تراجع مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ تعريفات جمركية شاملة على معظم الدول. ومع أن الأسواق أبدت تفاؤلًا مؤقتًا بهذا التراجع، إلا أن استمرار الرسوم المرتفعة على الصين أثار مجددًا مخاوف حرب تجارية شاملة.

بحلول الساعة 10:47 صباحًا بتوقيت السعودية:

انخفضت عقود مؤشر داو جونز بـ400 نقطة (-1.0%).

تراجعت عقود مؤشر S&P 500 بـ73 نقطة (-1.3%).

انخفضت عقود ناسداك 100 بـ345 نقطة (-1.8%).

كما تراجع الدولار الأمريكي قليلًا، بعد أن كافح للحفاظ على مكاسبه من جلسة الليلة السابقة.

الأسواق تتفاعل مع إعفاءات جمركية مؤقتة من ترامب

رغم تذبذب السوق، شهدت المؤشرات الرئيسية يوم الأربعاء قفزة تاريخية في قيمتها، بعد إعلان ترامب عن تأجيل مؤقت للتعريفات الجمركية لمدة 90 يومًا على العديد من الدول:

ارتفع مؤشر داو جونز بـ2,963 نقطة (+7.9%).

صعد مؤشر S&P 500 بـ474 نقطة (+9.5%).

قفز مؤشر ناسداك المركب بـ1,857 نقطة (+12.2%).

ويُعد هذا الانتعاش الأكبر منذ أكتوبر 2008 عندما كانت الأسواق تبحث عن حلول لأزمة مالية عالمية.

التعريفات على الصين لا تزال قائمة وتشعل التوترات

رغم تراجعه عن معظم التعريفات، أبقى ترامب على الرسوم الجمركية المرتفعة على الصين بل ورفعها إلى 125%، ردًا على الإجراءات الانتقامية من بكين، التي فرضت رسومًا بنسبة 84% على السلع الأمريكية.

وقد أكد ترامب أن هذا القرار جاء بعد ضغوط من الأسواق المالية، التي وصفها بـ”المبتهجة”، لكنه لم يقدّم أي تنازل لبكين، مما زاد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

الأسواق تتأرجح وسط مخاوف من اضطراب اقتصادي عالمي

أشارت تحليلات من شركة “كابيتال إيكونوميكس” إلى أن تراجع سوق السندات مؤخرًا كان أحد الأسباب الأساسية لتغيير ترامب لمساره التجاري. وجاء في المذكرة:

“ترامب تجاهل لفترة انخفاض الأسهم، لكن ضعف سوق السندات جعله يتراجع عن مواقفه الجمركية فجأة.”

ولا تزال المخاوف قائمة، إذ حذر كارستن بريزيسكي من ING قائلاً:

“نحن نعرف هذا النمط مسبقًا: إعلان، ثم تراجع، ثم إعادة فرض التعريفات. لذا، لا يزال الحذر مطلوبًا.”

دخول التعريفات الصينية الانتقامية حيز التنفيذ

دخلت التعريفات الصينية الانتقامية بنسبة 84% حيز التنفيذ رسميًا، مما يُنبئ بتصعيد خطير في الحرب التجارية.

وقد حذّرت وزارة التجارة الصينية من استعدادها لـ”القتال حتى النهاية”، مؤكدة أنها لن تتراجع بسهولة.

التضخم الأمريكي تحت المجهر: بيانات مؤشر أسعار المستهلك

ينتظر المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر مارس، والتي من المتوقع أن تعطي صورة أوضح عن أثر الحرب التجارية على التضخم.

التوقعات:

التضخم السنوي المتوقع: 2.5% (مقارنة بـ2.8% في فبراير).

التضخم الشهري المتوقع: 0.1% (مقارنة بـ0.2% في فبراير).

مؤشر التضخم الأساسي السنوي: 3.0%.

مؤشر التضخم الأساسي الشهري: 0.3%.

ارتفاع التضخم قد يُجبر الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ خطوات إضافية، ما يزيد من توتر الأسواق.

أسعار النفط تهبط من جديد بفعل التصعيد التجاري

تراجعت أسعار النفط الخميس، بعد تجدد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي نتيجة استمرار الحرب التجارية بين أمريكا والصين.

عقود خام برنت: انخفضت 2.1% إلى 64.13 دولار للبرميل.

عقود خام غرب تكساس الوسيط: انخفضت 2.0% إلى 61.12 دولار.

رغم ارتفاعها المؤقت يوم الأربعاء بنسبة 4%، إلا أن الضبابية حول الرسوم الجمركية أعادت الضغط على أسواق الطاقة، خاصةً مع كون الصين أكبر مستورد عالمي للنفط.

الخلاصه
تراجع مؤقت أم بداية أزمة أعمق؟

رغم أن تراجع ترامب عن بعض الرسوم الجمركية هدّأ الأسواق مؤقتًا، إلا أن:

الرسوم على الصين باقية وتتزايد.

الرد الصيني كان سريعًا وعنيفًا.

بيانات التضخم قد تعكس ضغوطًا إضافية.

كل هذه العوامل تجعل من الصعب التنبؤ بمسار الاقتصاد العالمي في الأشهر القادمة.

الخاتمة