انخفاض الذهب وسط موجة بيعية عارمة

سجّلت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الإثنين 7 أبريل/نيسان، حيث انخفضت إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أسابيع، وسط عمليات بيع جماعية في الأسواق. ويُعزى هذا التراجع جزئياً إلى اتجاه المستثمرين إلى تصفية حيازاتهم من الذهب لتغطية خسائرهم في أصول أخرى، وسط مخاوف متنامية من ركود اقتصادي عالمي.

أسعار الذهب اليوم

الذهب الفوري: تراجع بنسبة 0.3% إلى 3027.9 دولاراً للأونصة

العقود الآجلة: ارتفعت بشكل طفيف بنسبة 0.4% إلى 3047.5 دولاراً للأونصة

الهبوط الحاد في بداية الجلسة، الذي تجاوز 1%، دفع الذهب إلى تسجيل أدنى مستوى له منذ 13 مارس/آذار.

الجمعة الدامية: الذهب يتكبد خسائر كبيرة

يُشار إلى أن أسعار الذهب كانت قد تراجعت بأكثر من 3% يوم الجمعة الماضي، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعرفات جمركية عالمية أعلى من المتوقع، ما أحدث حالة من الفوضى في الأسواق المالية.

هذا الإعلان دفع المستثمرين إلى بيع الذهب، رغم كونه ملاذاً آمناً تقليدياً، في محاولة لتوفير السيولة وتغطية خسائرهم في الأسواق الأخرى، وخاصةً أسواق الأسهم والعملات.

حالة من الارتباك في الأسواق العالمية

تصاعد حدة التوترات التجارية

يأتي هذا التراجع في أسعار الذهب في وقت تتصاعد فيه حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد ردّت بكين يوم الجمعة على خطوات ترامب بإعلان رسوم جمركية مضادة بنسبة 34% على جميع السلع الأميركية، إلى جانب قيود على تصدير بعض المعادن الأرضية النادرة، التي تُعد استراتيجية في العديد من الصناعات التكنولوجية والعسكرية.

غياب مؤشرات على التهدئة

بحسب تصريحات ييب جون رونغ، استراتيجي الأسواق لدى IG Market، فإن الأسواق تعاني من ارتباك واسع النطاق بسبب عدم وجود مؤشرات واضحة على إمكانية تهدئة التوترات في الأفق القريب. وأضاف:

“لا تزال الأجواء مشحونة، والكثيرون في السوق يكافحون لرؤية أي حلول سريعة للأزمة المتصاعدة.”

الذهب يتراجع رغم دوره كملاذ آمن

ورغم أن الذهب يُعتبر عادةً ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، فإن التراجعات الأخيرة تُظهر أن الضغوط البيعية قد تكون أقوى في بعض الأحيان، لا سيما حين يحتاج المستثمرون إلى سيولة فورية لتغطية خسائرهم في أصول أكثر تقلباً.

نظرة مستقبلية: هل يعاود الذهب الصعود؟

يبقى المسار المستقبلي لأسعار الذهب مرتبطًا بشدة بتطورات الحرب التجارية، بالإضافة إلى المؤشرات الاقتصادية الأميركية، لا سيما تلك المتعلقة بمعدلات التضخم والنمو.
وإذا استمرت المخاوف بشأن الركود، أو تم رصد تباطؤ في نمو سوق العمل الأميركي، فقد يدفع ذلك البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إلى مراجعة سياستها النقدية، وهو ما قد يعزز من جاذبية الذهب مجددًا.

الخاتمة