الذهب يسجل مستويات قياسية قبيل عطلة عيد الفصح

مع إغلاق الأسواق العالمية يوم الجمعة بسبب عطلة عيد الفصح، شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة يوم الخميس، حيث أقدم المستثمرون على جني بعض الأرباح بعد أن تجاوز المعدن الأصفر مستوى 3350 دولارًا للأونصة لأول مرة في تاريخه.

أداء الذهب الأسبوعي وسط جني الأرباح

على الرغم من بعض ضغوط البيع، حافظ الذهب على دعمه القوي حول مستوى 3300 دولار للأونصة. وقد اختتم الذهب الفوري تداولاته عند 3327 دولارًا، مسجلًا مكاسب أسبوعية تُقارب 2.5%.

ديفيد موريسون، كبير محللي السوق في شركة Trade Nation، وصف حركة الأسعار بأنها “قمة انفجارية”، مشيرًا إلى أن الذهب ارتفع بنحو 13% خلال أسبوع واحد فقط – ما يعادل أكثر من 360 دولارًا. لكنه حذر من أن حالة الشراء المفرط الحالية قد تؤدي إلى تصحيحات قصيرة الأجل.

الذهب كبديل آمن في ظل ضعف الدولار والسياسات العالمية

الدولار عند أدنى مستوياته في 3 سنوات

في المقابل، أنهى مؤشر الدولار الأمريكي الأسبوع عند أدنى مستوى له في ثلاث سنوات تقريبًا، مما زاد من جاذبية الذهب للمستثمرين العالميين.

كريستوفر فيكيو، رئيس قسم العقود الآجلة والعملات الأجنبية في Tastylive.com، أشار إلى أن ضعف الدولار ناتج جزئيًا عن السياسات التجارية المتذبذبة للرئيس دونالد ترامب، مؤكدًا أن الذهب يظل الملاذ الآمن البديل في ظل غياب عملة احتياطية جديدة.

توقعات باستمرار ضعف الدولار

محللو بنك Brown Brothers Harriman رجّحوا استمرار تدهور الثقة في صناع السياسة النقدية الأمريكية، الأمر الذي يُعزز من التوقعات باستمرار صعود الذهب خلال الفترة المقبلة، رغم احتمالات بعض التصحيحات الفنية.

تقلبات محتملة وتصحيحات فنية متوقعة

مستويات الدعم والمقاومة للذهب

لقمان أوتونوجا من FXTM يرى أن الذهب قد يشهد تصحيحًا تقنيًا نحو مستويات 3250 أو حتى 3140 دولارًا قبل مواصلة الصعود. وعلى المدى المتوسط، تُعد مستويات 3000 و2790 دولارًا دعومًا نفسية قوية في حال تراجع الأسعار بشدة.

في المقابل، يتوقع أولي هانسن من ساكسو بنك أن التصحيح الكبير في أسعار الذهب – والذي قد يبلغ 200 إلى 300 دولار – لم يحن وقته بعد، خاصة مع استمرار حالة الغموض السياسي والاقتصادي العالمي.

السياسة النقدية وتصريحات ترامب تزيد من الغموض

هجوم ترامب على رئيس الفيدرالي

في خطوة أثارت الجدل، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا قراراته بالفوضوية. هذا التصعيد السياسي قد يزيد من التوتر في سوق السندات، ويُضيف مزيدًا من الدعم لسوق الذهب.

تباين السياسات النقدية عالميًا

في حين تمسك الفيدرالي الأمريكي بموقفه الحيادي حيال أسعار الفائدة، خفّض البنك المركزي الأوروبي الفائدة يوم الخميس وأشار إلى مزيد من التيسير النقدي، ما عزز من جاذبية الذهب في الأسواق الأوروبية.

ما الذي ينتظر الذهب الأسبوع المقبل؟

مؤشرات اقتصادية مرتقبة

في ظل خفة الأجندة الاقتصادية العالمية خلال أسبوع عطلة عيد الفصح، سيظل الذهب حساسًا لأي تطورات في ملفات التجارة العالمية أو التوترات الجيوسياسية. أما أبرز البيانات المنتظرة:

الأربعاء: مؤشرات مديري المشتريات، ومبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة

الخميس: طلبيات السلع المعمرة، مطالبات البطالة، ومبيعات المنازل القائمة

الخاتمة