استقرار الذهب بعد تقلبات حادة في الجلسات السابقة

شهدت أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا في تعاملات اليوم الجمعة، وسط تصاعد المخاوف بشأن نشوب حرب تجارية عالمية، مما دفع المستثمرين إلى الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

أسعار الذهب الحالية

• المعاملات الفورية: 3107.44 دولارًا للأونصة (مستقرة)

• العقود الأميركية الآجلة: 3127.90 دولارًا للأونصة (+0.2%)

يأتي هذا الاستقرار بعد تراجع حاد تجاوز 2% في الجلسة السابقة، حيث تعرض المعدن النفيس لعمليات جني أرباح واسعة بعد تسجيله مستوى قياسيًا بلغ 3167.57 دولارًا للأونصة.

الذهب يواصل تحقيق مكاسب أسبوعية وسط اضطرابات الأسواق

رغم التصحيح السعري الأخير، لا يزال الذهب في طريقه لتحقيق المكسب الأسبوعي الخامس على التوالي، مدعومًا بعدة عوامل رئيسية، منها:

1. تصاعد المخاوف بشأن الركود والتضخم

مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وزيادة التوقعات بارتفاع معدلات التضخم، يتجه المستثمرون إلى الذهب كتحوط ضد التقلبات.

2. اضطرابات الأسواق العالمية بسبب الرسوم الجمركية

تصاعدت التوترات التجارية العالمية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات، مع زيادات إضافية على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين. وقد أدى ذلك إلى تقلبات كبيرة في الأسواق، مما عزز الطلب على الأصول الآمنة.

حرب تجارية تلوح في الأفق وتأثيرها على الأسواق

1. تصعيد متبادل بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين

أدت قرارات ترامب إلى موجة من التهديدات المتبادلة من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مما زاد من احتمالات تصاعد الحرب التجارية وارتفاع التكاليف على المستهلك الأميركي.

2. ترقب تقرير الوظائف الأميركية وتأثيره على السياسة النقدية

تتجه أنظار المستثمرين حاليًا إلى تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية، المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم. هذا التقرير قد يكون محوريًا في تحديد توجهات الفدرالي الأميركي بشأن معدلات الفائدة، وهو عامل رئيسي يؤثر على أسعار الذهب.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يكن الذهب الوحيد الذي تأثر بالمخاوف الاقتصادية، حيث شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة:

• الفضة: ارتفعت بنسبة 0.1% إلى 31.89 دولارًا للأونصة.

• البلاتين: استقر عند 951.95 دولارًا للأونصة.

• البلاديوم: تراجع بنسبة 0.3% إلى 925.75 دولارًا للأونصة.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

1. تأثير السياسة النقدية الأميركية

إذا أظهرت بيانات الوظائف تباطؤًا اقتصاديًا، فقد يعزز ذلك التوقعات بخفض معدلات الفائدة، مما سيدعم ارتفاع أسعار الذهب مجددًا.

2. استمرار المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية

مع التوترات التجارية المتصاعدة والمخاوف من الركود الاقتصادي العالمي، قد يواصل الذهب جذب المستثمرين كأداة للتحوط، مما قد يدفعه إلى استهداف مستويات قياسية جديدة خلال الأشهر المقبلة.

الخلاصة

رغم تراجع أسعار الذهب بعد عمليات جني الأرباح، إلا أنه لا يزال محتفظًا باتجاهه الصاعد وسط تصاعد التوترات التجارية والمخاوف الاقتصادية.
وفي ظل ترقب بيانات الوظائف الأميركية وتأثيرها على قرارات الفدرالي الأميركي، قد تستمر تقلبات الذهب في الأيام المقبلة، مع احتمالية تحقيق مكاسب جديدة في حال استمرار عدم اليقين الاقتصادي.