الذهب يكسر حاجز 3500 دولار لأول مرة في تاريخه

واصلت أسعار الذهب مكاسبها التاريخية اليوم الثلاثاء، مدفوعة بموجة من القلق في الأسواق العالمية عقب تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجومه ضد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. وقد أدى ذلك إلى زيادة ملحوظة في الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.

أسعار الذهب تواصل تحليقها

في تفاصيل التداولات، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية ليصل إلى 3500 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق. كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 2.02% لتسجل 3497.10 دولارًا للأونصة، بعد أن لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 3509.90 دولارًا خلال جلسة اليوم.

التصعيد السياسي يدعم الذهب والمستثمرون يتخلون عن الدولار

قال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى شركة KCM Trade، في تصريحات لوكالة رويترز:

“بدأ المستثمرون في الابتعاد عن الأصول الأميركية بشكل واضح، في ظل التوترات المتزايدة بشأن الرسوم الجمركية والتصريحات النارية بين ترامب وباول، وهو ما أبقى الذهب في موقع مثالي للاستفادة من ضعف الدولار.”

تصريحات ترامب تزيد من التوتر

كان الرئيس الأميركي قد جدد دعوته لخفض أسعار الفائدة فورًا، محذرًا من تباطؤ محتمل في الاقتصاد الأميركي. وهاجم ترامب مجددًا رئيس الفيدرالي باول بسبب رفض الأخير التحرك، مفضلًا التريث لحين تبيّن تأثير السياسات الجمركية الأخيرة على التضخم.

الأسواق تترنح والذهب يتألق

ضغط على الدولار وأسواق الأسهم

تراجعت الأسواق الآسيوية على وقع هذه التصريحات، حيث فشلت الأسهم في الحفاظ على استقرارها، وشهدت موجة بيع للأصول الأميركية، الأمر الذي زاد الضغط على الدولار وأدى إلى تراجع في مؤشرات وول ستريت.

في ذات السياق، اتهمت الصين الولايات المتحدة بإساءة استخدام الرسوم الجمركية، كما حذّرت الدول الأخرى من توقيع اتفاقيات اقتصادية قد تضر بمصالح بكين.

الذهب كملاذ آمن وسط الغموض

من الجدير بالذكر أن الذهب قد تجاوز الأسبوع الماضي حاجز 3300 دولار للأونصة، ثم واصل ارتفاعه متجاوزًا 3400 دولار، واليوم وصل إلى مستويات قياسية جديدة عند 3500 دولار، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأميركية.

ماذا تنتظر الأسواق هذا الأسبوع؟

ترقب لتصريحات مسؤولي الفيدرالي

ينتظر المستثمرون خلال هذا الأسبوع تصريحات مهمة من عدة مسؤولي الفيدرالي الأميركي، على أمل الحصول على دلائل أوضح بشأن توجهات السياسة النقدية، وسط تصاعد القلق حول استقلالية البنك المركزي.

من المتوقع أن تشكل هذه التصريحات عاملًا مؤثرًا في حركة الأسواق خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل غياب مؤشرات واضحة على استقرار التوترات بين الإدارة الأميركية والبنك المركزي.

الخاتمة