الذهب يسجل ارتفاعًا قياسيًا مع تصاعد الحرب التجارية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات اليوم، حيث بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3167.57 دولارًا للأونصة. جاء هذا الارتفاع بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية إضافية على مجموعة من الشركاء التجاريين الرئيسيين، مما عزز الإقبال على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا.

أسعار الذهب الحالية

المعاملات الفورية: 3,145.93 دولارًا للأونصة (+0.4%)

العقود الأميركية الآجلة: 3,170.70 دولارًا للأونصة (+0.1%)

هذه الزيادة الكبيرة تعكس حالة القلق السائدة في الأسواق المالية، حيث يبحث المستثمرون عن أصول أكثر أمانًا في ظل عدم اليقين الاقتصادي.

لماذا ارتفع الذهب إلى مستويات قياسية؟

يعتمد ارتفاع أسعار الذهب على عدة عوامل أساسية، منها:

1. تصاعد التوترات التجارية العالمية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، إضافةً إلى رسوم جمركية أعلى على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين. هذا التصعيد عزز المخاوف بشأن التأثير السلبي على النمو الاقتصادي العالمي، مما دفع المستثمرين نحو الذهب.

2. فرض رسوم جمركية على السيارات والشاحنات

أكدت إدارة ترامب أن الرسوم الجمركية العالمية بنسبة 25% على السيارات والشاحنات ستدخل حيز التنفيذ في 3 أبريل، بينما ستبدأ التعريفات على قطع غيار السيارات في 3 مايو. هذه الإجراءات أثارت مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، مما أدى إلى دعم الطلب على الذهب.

3. الذهب كتحوط ضد التقلبات الاقتصادية

يُعرف الذهب بأنه أصل آمن خلال فترات عدم اليقين السياسي والاقتصادي. في ظل تصاعد المخاطر، لجأ المستثمرون إلى شراء الذهب، مما أدى إلى زيادة الأسعار.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يكن الذهب الوحيد الذي تأثر بالتقلبات في الأسواق، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة:

الفضة: انخفضت بنسبة 1.2% إلى 33.61 دولارًا للأونصة.

البلاتين: تراجع بنسبة 0.8% إلى 975.93 دولارًا للأونصة.

البلاديوم: هبط بنسبة 0.6% إلى 964.56 دولارًا للأونصة.

هذا التراجع في المعادن الأخرى قد يكون مرتبطًا بتحولات الطلب من قبل المستثمرين، حيث يركزون بشكل أساسي على الذهب كأداة تحوط رئيسية.

هل يستمر ارتفاع أسعار الذهب؟

1. تأثير قرارات السياسة النقدية

مع استمرار التوترات التجارية وتزايد التوقعات حول خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، قد يحصل الذهب على مزيد من الدعم خلال الأشهر المقبلة.

2. توجهات المستثمرين والبنوك المركزية

ارتفع الذهب بأكثر من 19% منذ بداية العام، بدعم من عمليات شراء البنوك المركزية والمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن. استمرار هذا الاتجاه قد يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى في الفترة القادمة.

3. التوقعات المستقبلية

يتوقع بعض المحللين أن يصل سعر الذهب إلى 3200 دولار للأونصة خلال النصف الثاني من العام إذا استمرت الاضطرابات التجارية والجيوسياسية. ومع ذلك، قد يؤدي أي تشديد نقدي غير متوقع من الفيدرالي الأميركي إلى تقليل جاذبية الذهب.

الخلاصة

يواصل الذهب تحقيق مكاسب قوية، حيث تجاوز 3167 دولارًا للأونصة في ظل التصعيد التجاري الأميركي وزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة. ومع استمرار عدم اليقين الاقتصادي والتجاري، قد يظل الذهب في اتجاه صاعد خلال الفترة المقبلة، مما يجعله محط اهتمام المستثمرين.

هل سيستمر الذهب في الصعود؟ ذلك يعتمد على تطورات الحرب التجارية وسياسات الفيدرالي الأميركي في الأشهر القادمة.

الخاتمة